كان محب طالباً فى سنة ثالثة إعدادى، وفى يوم 21
يناير حضر القداس قبل توجهه إلى المدرسة، وهناك فى الكنيسة عرف أننا نحتفل
بعيد عرس قانا الجليل فى هذا اليوم، وهو الموافق 13 طوبى فى التقويم
القبطى.
وهذا العيد المقدس أثار فى ذهن محب بعض الأسئلة المُحيِّرة. وفى
المدرسة كانت فرصة أن يسأل الأستاذ مجدى مدرس مادة التربية الدينية
المسيحية.
محب: هل الخمر حرام فى المسيحية؟
وإذا كان حرام.. فلماذا حوَّل السيد المسيح الماء إلى خمر فى عرس قانا الجليل؟
وكيف نشرب نحن الأباركة فى القداس؟
أ. مجدى: تعالَ يا محب نبحث معاً فى الكتاب المقدس عن إجابات لأسئلتك.
1- موقف الكتاب المقدس من الخمر؟
الكتاب يأمرنا بالابتعاد عن الخمر..
+ "لا تكُن بين شِرِّيبى الخمر" (أم 20:23).
+
"لمَنِ الوَيل؟ لمَنِ الشقاوة؟ لمَنِ المُخاصَمات؟ لمَنِ الكَربُ؟ لمَنِ
الجُروح بلا سبب؟ لمَنِ ازمِهرار العينين؟ للذين يُدمِنون الخمر، الذين
يَدخُلون فى طَلَب الشراب المَمزوج. لا تنظُر إلى الخمر إذا احمَرَّت حين
تُظهِر حِبابَها فى الكأس، وساغَت مُرَقرِقَة. في الآخر تلسَعُ كالحَيَّة
وتلدَغُ كالأُفعوان" (أم 29:23-32).
+ "الخمر مُستَهزِئَة. المُسكِر عَجّاج، ومَنْ يترَنَّحُ بهما فليس بحكيم" (أم1:20).
وقد أنَّبأ إشعياء النبى شعبه الذين أدمنوا الخمور، ووصل الأمر إلى أن كهنة اليهود أنفسهم والأنبياء كانوا يسكرون بالخمر فقال:
+
"ولكن هؤلاء أيضاً ضَلّوا بالخمر وتاهوا بالمُسكِر. الكاهن والنبى
ترَنَّحا بالمُسكِر. ابتَلَعَتهُما الخمر. تاها من المُسكِر، ضَلاَّ فى
الرؤيا، قلقا فى القَضاء" (إش 7:28).
ويُعطي الويل للسكيرين..
+ "ويل للأبطال على شُرب الخمر، ولذوى القُدرة على مَزجِ المُسكر" (إش 22:5).
+ "ويل للمُبكرين صباحاً يتبَعون المُسكِر، للمُتأخرين فى العَتَمَة تُلهِبُهم الخمر" (إش 11:5).
أما السيد المسيح فقد حذرنا من السقوط فى هذه الهوّة بقوله:
+ "فاحتَرزوا لأنفسكم لئلا تثقُل قلوبكم فى خُمار وسُكر وهُموم الحياة، فيُصادفكم ذلك اليوم بَغتة" (لو34:21).
وكذلك فى تعليم الرسل القديسين..
+ "لنَسلُك بلياقة كما فى النهار: لا بالبَطَر والسكر، لا بالمضاجع والعَهر، لا بالخصام والحسد" (رو13:13).
+ "ولا تسكَروا بالخمر الذى فيه الخَلاعَة، بل امتلئوا بالروح" (أف 18:5).
+
"لأن زمان الحياة الذى مضى يَكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم، سالكين فى
الدَّعارة والشهوات، وإدمان الخمر، والبَطَر، والمُنادَمات، وعبادة
الأوثان المُحرَّمة" (1بط 3:4).
وهناك نموذج لرجل من رجال الله شرب فسكر
وتعرى وتسبب فى لعنة كبيرة.. "وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغَرَسَ كرمًا. وشرب
من الخمر فسَكِرَ وتعَرَّى داخل خِبائه" (تك 20:9-21).
واضح إذًا من كل
هذه الآيات.. أن الكتاب المقدس يُعلِّم بضرورة الابتعاد عن الخمور
والمسكرات، بسبب أضرارها، والخطايا التى تُرتكب بسببها.
2- لماذا حوَّل السيد المسيح الماء إلى خمر فى عرس قانا الجليل؟
إن
ما عمله السيد المسيح فى قانا الجليل كان خطوة تمهيدية لما سيعمله يوم
خميس العهد. فالماء المستخدم فى العرس كان للتطهير، ليتطهر به اليهود،
وأراد السيد المسيح أن يشرح لنا أنه لم يعد التطهير بالماء كاليهود، بل
سيصير التطهير بدم المسيح وحده، وهذا الدم سنأخذه فى شكل خمر على المذبح.
ففى
قانا الجليل حوَّل السيد المسيح الماء إلى خمر، وفى خميس العهد حول الخمر
إلى دم للتطهير. ونحن حينما نأخذ نقطة واحدة من دم المسيح فى شكل خمر إنما
نتطهر به، وليس لكى نسكر أو نتلذذ بهذا الشراب كما يفعل السكيرون.
3- المبدأ المسيحى فى جهة الحلال والحرام:
لا يوجد عندنا فى المسيحية حلال وحرام، بل هناك الحرية التى حررنا بها المسيح، والنضج الروحى الكافى لأن نُميز ما بين الخطأ والصح.
+ "كل الأشياء تحلُّ لى، لكن ليس كل الأشياء توافق. كل الأشياء تحلُّ لى، ولكن ليس كل الأشياء تبنى" (1كو23:10).
+ "كل الأشياء تحلُّ لى، لكن ليس كل الأشياء توافق. كل الأشياء تحلُّ لى، لكن لا يتسلَّط علىَّ شئ" (1كو12:6).
محب: شكراً لحضرتك.. هذا الكلام يُعتبر بحثاً متكاملاً يشرح أسئلتى.
منقولة عن رسالة أغصان لشباب تحت العشرين