هل يتخذ شحاتة قرار الرحيل..؟
كتب ـ حسن خلف الله:
موقف
المنتخب الوطني في التصفيات ـ بكل واقعية ـ أصبح ضعيفا في مسألة التأهل عن
مجموعته لنهائيات كأس الأمم الإفريقية المقبلة, لم تعد مسألة الفوز
بالمباريات الثلاث المتبقية والوصول للنقطة العاشرة هي طوق النجاة أو
الأمل الذي يمكن التشدق به حاليا.
لأنه حتي لو حدث ذلك فمن الضروري ألا يصل الآخرين لما هو أبعد وهذا أمر
غير مضمون امام فريق مثل جنوب إفريقيا لديه7 نقاط حاليا, وآخر اسمه
النيجر أصبح يمتلك6 نقاط في نفس المجموعة التي تتذيلها مصر بنقطة واحدة
فقط!!
وبعيدا عن لعبة الحسابات وقراءة المستقبل, فإن موقف الجهاز الفني حاليا
بعد الخسارة من جنوب إفريقيا هو مثار الجدل فهل سيبقي حسن شحاتة
ورفاقه.. أم سيرحلون؟!
يقوم الإعلام في الوقت الراهن بعرض ما يدور سواء في الشارع أو علي صعيد ما
يسعي إليه المسئولون باتحاد الكرة ومايريده حسن شحاتة نفسه دون الميل إلي
ترجيح كفة علي حساب الأخري أو الحديث وفقا للنزعة الثورية الداعية للتغيير
في كل شيء حاليا داخل مصر, ومن هذا المنطلق لابد من الإشارة أيضا إلي أن
كل التقارير الإعلامية التي صدرت خلال اليومين الماضيين لاتحمل الدعوي إلي
تبني وجهة نظر بعينها وإنما كلها ناقلة فقط لرغبات في البقاء وأخري مضادة
تطالب بالرحيل والأخيرة تنتشر بشكل كبير علي المواقع الإليكترونية ومواقع
التواصل الاجتماعي, وتنقلها التقارير الإعلامية علي إستحياء يختلف عن
فترات سابقة دون وضوح السبب في ذلك!!
وأمام هذا المشهد غير الواضح, ربما بسبب انتظار الإعلام موقفا أو قرارا
يتخذه حسن شحاتة يرفع به الحرج عن الجميع ولكن هذا لم يحدث, وبدأ اتحاد
الكرة ـ كعادته ـ منح نفسه مزيدا من الوقت حتي تهدأ الأوضاع ويتخطي موجة
الخسارة من جنوب إفريقيا, ولهذا أعلن سمير زاهر بالأمس أن اجتماع مجلس
الإدارة لمناقشة هذه الخسارة قد تم تأجيله24 ساعة ليكون بعد غدا
الخميس, حتي يتابع بنفسه من أرض الواقع بعد عودته اليوم إلي القاهرة
ردود الأفعال قبل الإعلان عن تجديد الثقة في الجهاز الفني وهذا مايريده
زاهر بالفعل, ولكن ماذا يريد حسن شحاتة نفسه؟!
إن حسن شحاتة قد راودته بعد الخسارة بعض الأفكار في الاستقالة ولكن ضغوط
زاهر وبقية أعضاء الجهاز الفني جعلته هو الأخر ينتظر معهم طوق النجاة من
أجل البقاء, ولهذا فضل الصمت ولم يتحدث كما تعودنا منه في ظروف صعبة
سابقة تعرض لها المنتخب عن أن الأمل موجود أو حتي تحدث عن قناعته الشخصية
بالرغبة في البقاء وترك ذلك لأخرين بدأوا مرحلة تحسين الصورة في اتجاهات
مختلفة بالحديث عن أن الفريق لم يكن سيئا خلال المباراة والهدف جاء في وقت
قاتل, والأمل مازال موجودا في التأهل.. وأمور أخري كثيرة تحاول امتصاص
غضب الجماهير. ولكن من الواضح هذه المرة أن هناك أصوات كثيرة تنادي
برحيل الجهاز الفني وفقا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها بعض المؤسسات
والمواقع الإليكترونية منها موقع جول العالمي الذي أشار استطلاع رأي فيه
إلي أن نسبة77% ممن شاركوا أعلنوا رغبتهم في رحيل شحاتة, وبالتالي
لابد أن يحترم الجميع بالتأكيد مثل هذه الرغبات, ولاسيما أن هناك من
تحدث لأول مرة عن أن شريحة كبيرة تحدثت عن أنها كانت تريد خسارة منتخب
بلادها حتي يرحل هذا الجهاز الفني.
يضاف إلي ذلك ماتحدث عنه البعض بأن الجهاز الفني متمسك بالبقاء دون إبداء
أسباب منطقية مفسرين ذلك بأمرين ان اتحاد الكرة يريده مستمرا كحائط صد
لهجمات يثيرها البعض ضده تحمل مطالبات برحيل مجلس الإدارة نفسه والأمر
الثاني أن هذا الجهاز الفني لايهمه سوي البقاء7 أشهر أخري حتي تنتهي
التصفيات للحفاظ علي مايتقاضونه من رواتب تكلف الدولة مبالغ طائلة وربما
حتي يعفوا أنفسهم من دفع الشرط الجزائي في حالة الاستقالة. تلك هي
تداعيات الموقف الحالي بعد الخسارة من جنوب إفريقيا, وهي مادفعت ـ بكل
صراحة ـ الكثيرين من الإعلاميين توخي الحذر في المطالبة علانية برحيل
شحاتة تخوفا من بقائه ووضعهم بعد ذلك في موقف حرج مع الرجل, وتركوا
الكرة في ملعب الاتحاد الذي اعتبر ذلك هدوئا في محاولة لتنفيذ رغبته ولكنه
قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة!!إن الـ48 ساعة المقبلة ستحمل
تداعيات أكبر مما يحدث حاليا, وتبني وجهة نظر واضحة لابد أن تكون إطار
المرحلة فلم تعد هناك فزاعات يمكن استخدامها برحيل هذا أو ذاك عن
منصبه,فهل يكون شحاتة أكثر حنكة هذه المرة ويتخذ القرار المناسب.. أم
يظل صامتا تاركا من حوله يتلاعبون بتاريخه, ويجد نفسه أمام شعارات
تقول: إرحل.. إرحل؟!