عندما تمتزج دموع الخاطىء بمسبحته تولد التوبة .. وتموت الغربة والتجربة ..
لأننا في هذه اللحظة نكون في أحضان الآب , نعاين القديسين مع كل حبة بمسبحتنا
نذوق حلاوة الفردوس ونتمتع مع الشيروبيم والسيرافيم بتمجيد الخالق ..
أَحبني فشاء لي أن أكون, هكذا كانت البداية واستمر حبه حتى الموت بل وأكثر حتى القيامة.
أحببته منذ الطفولة وكبرت وازداد الحب , لكن حيرتي التي تقلقني أيكفي هذا الحب لنكون شركاء
مع المسيح , لنسكن فيه ويسكن فينا ؟
عندما يتعاهد اثنان على الحب مدى العمر يتعاهدان معه على الاحترام والوفاء والصدق..
فأين أنا من الحب الحقيقي؟
أقولها بلساني وادنسها بأفعالي , أشعر بها بقلبي لأشوهها بتصرفاتي وافكاري ..
الى متى سنستمر بالعيش سطحياُ؟ نتحدث مع الله بشفاهنا بينما امتدت جذور قلبنا عميقاً في
أرض الجلجلة لتصرخ مع الظالمين اصلبه اصلبه ..
العشق الالهي ممارسة يومية مستمرة ,لا يكفي أن نقول أننا مسيحيون
ان لم نتصرف كتلاميذ المسيح , لايكفي أن نضع الصليب قلادة في أعناقنا
ان لم نحمله على ظهرنا و سرنا في الطريق الضيق , لنصير مستحقين أن نعاين جمال الله.
رغم حبي الكبير للمسيح أبتعد عنه كثيرا بأهوائي العنيدة ..
ان أخطأ الابن الضال مرة , أخطأت أنا ألف مرة ..
وان استقبله الأب الشفوق مرة أنا استقبلني ألف مرة ,و لن يُغلق بابه أمامي أبدا لأنه يحبني ..
أقوم وأعود لأبي .. هذا ما قاله الابن الشاطر , وأنا بمجرد أن افكر أن اعود
أراه فاتحاُ يديه وملائكة السماء ترقص فرحاً بي ..
أيَّ الهٍ حنون عظيم أعشق !!لا والأكثر أنه لا يبخل عليّ بمشاعر رائعة ..
السلام الذي يعيشه الانسان عندما يكون مع الله لا وصف له
مشاعر الطمأنينة والراحة تؤكد أن روحه القدوس معنا في كل حين .
الايمان يتطلب شجاعة الاعتراف به وحبنا لله يحتاج ممارسة ,ولكي نعيش السلام وندرك السعادة
لابد أن نكون قرب الله. وكل ذلك يتطلب أن نقوم باستمرار من سقطاتنا ونعود له..
قد نسقط كثيرا لكن الهنا رحوم ويعيننا في النهوض ..
مهما ابتعد طريقي عن الدرب الصحيح يا رب , أعطني أن أعود لكَ دوما
لأكون في يوم ما من الخراف لا الجداء .. آمين