هذه الوصية ترن عاليًا في أذان كنيستنا القبطية.. إننا حريصون كل الحرص على الإكليل المُعد لكلٍ منا في الأبدية.. لذلك تحافظ كنيستنا المجيدة على (ما عندها) من إيمان، وصلاة، وتسبيح، وجهاد روحي عميق.. لننال أكاليل النعمة غير المغلوبة في اليوم الأخير
1- الصوم وصية كتابية :
أوصانا بها السيد المسيح حينما قال لتلاميذه الأطهار: "حينما يرفع العريس عنهم، فحينئذ يصومون" (مر 20:2)... ومنذ آدم وحواء فى جنة عدن، وكانا يأكلان من شجر الجنة دون أن يأكلا لحوماً أو أسماكاً، يؤكد العلم أن هذا الطعام هو الطعام الصحى. وقد كان الشعب القديم يصوم أربعة أشهر كل عام: الرابع والخامس والسابع والعاشر (زك 19:
وكذلك كانوا يصومون يومين كل أسبوع (لو 12:
. وهكذا صلى الآباء الرسل وصاموا كثيراً (أع 2:13،3).
2- الصوم ضبط للجسد :
فمن الواضح والأكيد علمياً وعملياً أن اللحوم تعطى طاقة شهوية وطاقة غضبية أكثر من الأكل النباتى. كما أن فترة الإنقطاع عن الطعام، تضبط الجسد، مهما طلب أكلاً أمنعه عنه، وفى كل هذا ضبط للجسد "أقمع جسدى واستعبده" (1كو 27:9)، دون إضعاف للجسد فهو هيكل مقدس، "نقوته ونربيه" (أف 29:5)، وكذلك دون تدليل له، حتى لا يسيطر على الروح.
3- الصوم إنطلاق للروح :
فلا قيمة لصوم لا تصاحبه الصلوات والصدقات وأعمال المحبة، لهذا نجد إنجيل (رفاع الصوم) يتحدث عن الوسائط الثلاثة مرتبطة معاً: الصلاة، والصوم والصدقة. فإن كانت الصلاة هى علاقتى بالله، والصدقة علاقتى بالآخرين، فالصوم هو علاقتى بالجسد. والإنسان الروحى، كما يعلمنا قداسة البابا شنوده الثالث، هو من "تقود روحه جسده، ويقود الروح القدس روحه".
4- الصوم تقوية للإرادة :
فلاشك أن تحديد أنواع الطعام، بالأكل النباتى فى أيام الصوم الكبير ويونان والأربعاء والجمعة والبرامون، نوع من تقوية الإرادة، إذ تقول للجسد: لا، حينما يطلب طعاماً من نوع آخر، وفى فترة الإنقطاع إذا ما طلب الطعام أثناء هذه الفترة. وفى أصوام أخرى يسمح بالسمك. وهذا كله تدريب للإرادة لتقول لا للخطية...
5- الصوم شركة كنسية :
إذ يصوم الجميع كأسرة واحدة فى كل أنحاء الأرض وكأعضاء فى جسد مقدس، جسد المسيح، الكنيسة وفى هذا إحساس رائع بالشركة بين أعضاء الجسد الواحد، وبينهم وبين الأعضاء السمائية المقدسة، وفوق الكل رأس الكنيسة وعريسها، الرب يسوع.
6- الصوم مناسبات هامة :
فنحن نصوم معاً فى مناسبات هامة مثل :
+ صوم الميلاد : لنجهز أنفسنا لميلاد المسيح فينا.
+ صوم يونان : لنتوب مع شعب نينوى الممتاز.
+ الصوم الكبير : لنواصل التوبة مع الإبن الضال (بشاعة الخطية)، والسامرية (تكرار الخطية) والمفلوج (مدة الخطية)، والمولود أعمى (الخطية الجدية التى نتخلص منها بالمعمودية)، لننتصر مع المسيح فى أحد السعف، ونموت معه فى الصليب، لنقوم معه إلى حياة جديدة، ونصعد معه بقلوبنا إلى السمائيات، لننتظر مع الرسل قوة الروح فى العنصرة.
+ صوم الرسل : حين ننطلق للخدمة الصيفية.
+ صوم العذراء : حينما نقتدى بقداستها وفضائلها لنصل إلى قمة السنة الكنسية وهى عيد النيروز، حيث نحيا فرحة الشهادة وقوتها.
هذا ما قصدته الكنيسة حينما رتبت لنا الأصوام والأعياد والقداسات، لنحيا الشركة ونتذكر المناسبات الهامة فى حياة الكنيسة.والرب يستخدم هدة الكلمات لخلاص نفوسنا
وبركة هدة الأيام المقدسة والصوم الكبير وأبينا الأسقف الأنبا موسى تشملنا جميعا