*** عصر الرسل ***
تتلاحق اعياد ... وتتوالى تذكارات .... وتحل بركات ... كما عودتنا ارثوذكسيتنا ....
فشكرا لك ايها الرب يسوع ... يامن تقودنا دائما فى موكب نصرتك .... فقد استهلت النعمة هذا الشهر ببدء صيام الرسل ... فكانت دعوة لآن تجول نفوسنا وارواحنا فى ذلك العصر الذى حول الانسانية من غرب مظلم الى شرق منير بنور المسيح , لكى نستقى من نبع محبتهم للرب ...
فى يوم الخمسين حل الروح القدس على التلاميذ , فبدأ عصر الرسل , الذى ارتفع فيه بناء الكنيسة شامخا على الاساس الذى وضعه رب المجد ....
فبعد حلول الروح القدس عليهم شهدوا علانية انه هو """" المسيا """ وهو مالم يحدث قبل ذلك اليوم ...
وبعده كانت تسمية """" تلاميذ """" قد تعدت الاثنى عشر تلميذا لتشمل كل من كان موجودا حين حل الروح القدس , رجالا ونساء ... ثم شاعت اكثر واكثر لتشمل كل المؤمنين فى ذلك الوقت وخاصة فى فلسطين ...
وفى سفر الاعمال تطالعنا ثلاث تسميات تسلط ضوءا عن كيفية حياة المؤمنين فى عصر الرسل هى :
""" مؤمنون ....... وقديسون ....... واخوة """
فالتسميتان " مؤمنون , وقديسون " تعبر عن علاقة مؤمنى ذلك العصر بالله ... بينما تسمية " اخوة " تجسد علاقتهم بعضهم ببعض كأعضاء فى جسد المسيح الواحد ...
ثم انصهرت كل التسميات فى بوتقة واحدة ليخرج من مزيجها اسم جميل ادق واشمل وهو اسم " المسيحيون " الذى كان اول من اطلقه اعداء المسيح فى انطاكية , ثم استخدمه الرومان منذ عهد تراجان " 98 - 117 م " لكى يعبر عن اعداء العبادة الامبراطورية ... ولكن كان هذا الاسم هو بالفعل اصدق تعبير عن ابناء الرب , رغما عمن استعمله اول مرة ...
فمن هو المسيحى ان لم يكن مؤمنا بالمسيح ضخرة الايمان ؟؟؟؟؟؟
ومن هو المسيحى ان لم يكن قديسا نسبة الى المسيح القدوس ؟؟؟؟
ومن هو المسيحى ان لم يكن محبا لاخيه كما احبنا هو وبذل نفسه عنا ؟؟؟
اننا نتلاقى فى اعمالهم مع نور المسيح , ونستشف روح الانجيل المعاش تطل علينا مع كل اسم من مؤمنى ذلك العصر ....
واذا تحدثنا عن المحبة فى عصر الرسل , العطايا المادية تبرز مع اول ايام العصر حتى ان الاموال كانت للكل , فيأخذ كل انسان بقدر احتياجه ...
ولمسنا اعانة الارامل والايتام والمرضى والعجزة وغير القادرين .. وعرفنا العناية بالمحبوسين الذين يقول عنهم القديس بولس الرسول " اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم " واضافة الغرباء والعناية بالكنائس الفقيرة فتجمع الاموال من الكنائس الغنية ...
واذا تحدثنا عن الاخوة رأينا كيف ان المسيحية قد سمت بالانسان سموا عظيما حين تخطت ومحت مرحلة القومية التى مزقت ابناء البشر , وقادت الجميع ممن امنوا الى مفهوم اعمق وانبل وهو الاخوة وتجلى عصر الرسل فكان لهم قلب واحد ونفس واحدة ...
انهم قدوتنا , فلنتمثل بهم ... واباؤنا الرحيون , فلنرث منهم صفاتهم ... ورجال الله فلنتمسك برجولتهم .. فهم وان صعدوا الى حبيبهم , فأن ارواحهم لم تزل ملتهبة تقدر ان تعييننا ... ولم يزل قائد الموكب ممسكا بزمام القيادة لكى يقودنا حيث هم .. وحيث هو .. له المجد من الان والى الابد امين ...
مجلة عذراء الزيتون