لكى نتمتع بروح القيامة

لكى نتمتع بروح القيامة
----------------------------


جميعنا
يحتاج إلى الحياة فى ظل قيامة المسيح وما تحمله هذه القيامة فى طياتها من
كنوز بركات وأمجاد وسعادة تستطيع أن تغنى كل نفس بما يجعلها تحيا فى شبع
وارتفاع وانتصار كل حين ورغم كل الظروف .. ولكن القليل من الناس يجاهد من
أجل التمتع بروح هذه القيامة المباركة ، إذ استطاع الشرير أن يسلبنا
الانشغال بهذه القيامة والاشتياق الدائم والمتزايد لها ، ونحن المسئولون عن
هذا الانشغال بفضل محبتنا لكل ما هو بعيد عن حق الإنجيل وما يضمن لنا
الوصول لملكوت الله وشركة مجد القديسين .. وباتت الحاجة ماسه وضرورية
للتفكير فى قيامة المسيح وفى كيفية التمتع بها فى ظل حياتنا على الأرض ..
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن على بساط التأمل هو كيف لنا أن نتمتع بروح قيامة المسيح ؟
وللإجابة على ذلك أقول :


+
لكى تتمتع بروح القيامة لابد وأن تحمل فى داخلك من روح الغيرة المقدسة ،
التى تدفعك للكرازة بالإنجيل والشهادة للحق و مساعدة الاخرين على الوصول
إلى النور والحق والإيمان المستقيم ..

+ لكى تتمتع بروح القيامة
عليك أن تتصالح مع الله ، بالرجوع إليه ، بالتعلم منه حسب إنجيله ، بتبكيت
النفس و انسحاق الروح ، ، بالخضوع لإرادته ، بالإيمان بما فى مواعيده من
خلاص و بركات وصدق ...


+ لكى تتمتع بروح القيامة لابد وأن تعي
تماما لعمل القيامة العظيم و المستمر فى الكنيسة والذى هو سر الافخارستيا ،
وبقدر ما تكون المشاركة فى هذا العمل بقدر ما تكون المكافأة والفرح و
الأمجاد ..

+ لكى تتمتع بروح القيامة لابد وأن تعطى القيادة فى
الحياة ولسائر الأمور للروح لا للجسد ، لأنه إن عشنا حسب الجسد فسنحرم من
كل قيامة ومجد وسعادة ، أما من يعيش فى ظل طاعة الروح وقيادته فيستطيع أن
يدرك مع جميع القديسين ما هو غنى قيامة المسيح وقدرتها على جعل الإنسان
يحيا على الأرض فى ظل كل بركة تفوق العقل وفى الدهر الآتى فى مجد لا يُعبر
عنه وعظيم ..


+ لكى نتمتع بروح القيامة لابد من معالجة ضعف
إرادتك ؛ بالتدرج وبروح المشورة ، بالمثابرة والرجاء ، بالصلاة الدائمة
والهروب من العثرة كل حين ... وذلك حتى تتقوى إرادتك وتصير مقدسة فى الحق
..


+ لكى نتمتع بروح القيامة يجب أن تعمل جاهد من اجل الامتلاء كل حين من سلام الله الذى يفوق كل عقل ..

+
لكى نتمتع بروح القيامة يجب أن تحمل فى داخلك كل حين روح المكتوب " من
أجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح " (رو 8 : 36)


+ لكى تمتع بروح القيامة لابد أن تُظهر كل حين صدق استعدادنك للشهادة والموت من اجل المسيح ..

+ لكى تمتع بروح القيامة لابد وأن تتغير نظرتك للصليب وأن تنظر إلى مرحلة ما بعد حمل الصليب..


+ لكى تتمتع بروح القيامة فعليك أن تختبر شركة الآلم ، شركة الصليب ، أعنى احتمال الانتظار و المواقف الصعبة والناس المتعبة ..

+
لكى تتمتع بروح القيامة لابد وأن تجتهد فى جعل مشيئتك على مستوى مشيئة
المسيح ، وتكون هكذا بالحياة حسب المكتوب : «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ
مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ
كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ» ( لو 10 : 27 ) ..

+
لكى تتمتع بروح القيامة لابد وأن تتدرب على صلب الجسد ، صلب الأفكار ، صلب
الميول .. فلا قيامة لمن آثر الحياة خاضعا لجسده و أفكاره وميوله غير
المباركة ..


+ لكى تتمتع بروح القيامة لابد أن تقبل عمل الله فى حياتك ، بكل خضوع وصبر و إيمان ..

+
لكى تتمتع بروح لابد وأن تعرف بأن القيامة مجد وفخر ومكافأة ، ومن ثم لا
تكون إلا للذين صبروا على الصليب وحسبوا ان شركة آلامهم مع المسيح ما هى
إلا شركة متواضعة تعبيرا عن محبته لهم إذ جعلهم اهلا لشركة آلامه ، ومن ثم
شركة أمجاده ..


صديقي ، لا تنسي حقيقة أنه إن لم يكن لك نصيب
فى قيامة المسيح فسوف لا يكون لك نصيب فى سعادة ومجد المسيح ، وهذا يعنى
اختيارك للعيش فى ظل التعاسة الدائمة و الأبدية ، كما لا تنسى أن الغنى
الدائم والسعادة الغامرة و السلام الحقيقي أمور لا تتأتى على حياتنا نتيجة
سلوكنا حسب أفكارنا وتدابيرنا البشرية ، بل بروح قيامة المسيح نصل إلى
الغنى الدائم والسعادة الغامرة و السلام الحقيقي . لك القرار والمصير !!