لا تكتفوا بطرد محافظ قنا القبطي ، بل إطردوا كل الأقباط من مصر

لا تكتفوا بطرد محافظ قنا القبطى ، بل أطردوا كل الأقباط من مصر بقلم : حنان بديع ساويرس

20/4/2011

تشهد
محافظة قنا هذه الأيام مظاهرات عارمة من مُسلمى المحافظة وهذا لتعيين
اللواء القبطى عماد شحاتة ميخائيل محافظاً لها حسب التعيينات الجديدة
للمحافظين من قِبل رئيس الوزراء عصام شرف وطلبهم صراحةّ بأن يكون المحافظ
مُسلماً فمعروف أن محافظ قنا الأسبق مجدى أيوب أنه قبطياً وصحيح أنه كان
غير محبوب وليس مرغوب فيه من أقباط المحافظة وهذا لمحاباته للمسلمين ضد
الأقباط وهذا من وجهة نظرى له عدة أسباب فأنه عندما يضحك الزمان لبعض
الأقباط فى مصرويحصل أحدهما على منصب ما ولا سيما منصب مُحافظ أو وزير
وهذا يكون طبعاً من النوادر فيحاول من يتولى المنصب أن يحافظ عليه قدر
إستطاعته فحتى لا يُقال أنه ينحاز لجانب الأقباط لأنه قبطى أو يخشى أن
يتهموه بالتعصب فيبالغ فى المحاباة للمسلمين على حساب الأقباط وكأن
الأقباط كُتب عليهم أن يُقهروا فى الحالتين سواء كان المسئول مسيحياً أو
مُسلماً فتارة إضطهاداً وهذا لو من تولى المنصب مُسلماً وتارة تمييزاً
شديداً ومُبالغ فيه لو من تولاه قبطياً !! ورغم عدم وقوف المحافظ القبطى
السابق مجدى أيوب بجوار الأقباط فى مشاكلهم رغم أنه مسئول عن جميع مواطنى
محافظته سواء كانوا أقباطاً أو مُسلمين فأن كونه قبطياً لا يعطيه المبرر
فى التقصير فى حق المواطنون المصريون الأقباط لمجرد أنه قبطى مثلهم فهو من
المفروض أن يخدم أبناء محافظته بكل طوائفهم على قدم المساواة بدون إنحياز
لفريق ضد فريق ولا ينظر لصالحه الشخصى ومنصبه الذى يحاول الحفاظ عليه فقط .

ورغم ذلك قال المتظاهرون وكلهم من المسلمون فحسب تصريحات الأنبا كيرلس أنه
لا يوجد بينهم أقباط وأنهم يجب أن يعطون فرصة للمحافظ الجديد وبعد ذلك
يُحكم عليه من خلال عمله وليست حسب ديانته

أقول
قال المتظاهرون المسلمون أن بسبب وجود المحافظ القبطى السابق مجدى أيوب
ظهرت الفتن الطائفية بالمحافظة !! ورغم أن الحوادث الطائفية التى وقعت فى
قنا كانت دائماً تحدث من المُسلمون ضد الأقباط ولا دخل للمحافظ القبطى بها
وكانت أشهرها مذبحة عيد الميلاد بنجع حمادى والمعروف من هم المتورطين فى
تلك الأحداث ومن المُحرض عليها وأنه مازال حُراً طليقاً حتى الآن ولم
يُحاكم حتى يقوم بتدمير البقية الباقية من محافظة قنا .

خرج
المتشددين والمتعصبين فى محافظة قنا بعمل مُظاهرات منذ أن تم إعلان تعيين
محافظاً قبطياً لها وكانت فى البداية الحُجة فى رفضهم للمحافظ أنه لواء
شرطة سابق ورغم أن أغلب من تم تعيينهم من مُحافظين جدد هم من لواءات
الشرطة ولكن مع ذلك حاولنا إقناع أنفسنا بأنه ربما تكون هذه هى الحقيقة
وهى أن أهالى قنا قد يكونون لديهم عًقدة " العسكر" سواء من الداخلية
أوالجيش ولكن سُرعان ما رُفع الستار عن المسرحية الهزلية وأنكشفت الحقيقة
وهذا لأنهم لم يستطيعون إخفاء حقدهم وتعصبهم نحو الأقباط فترة أطول من ذلك
وبدأ المُتظاهرون فى ترديد شعارات طائفية صريحة بل شعارات إرهابية مُتطرفة
بدون حياء ومنها على سبيل المثال "ليه عايزينها تحصل فتنة مسلم بس اللى
هايحكمنا" ، لا إله إلا الله ميخائيل عدو الله ،على على الصوت الإسلام مش
هايموت قنا إسلامية إسلامية ، بالطول بالعرض هانجيب ميخائيل الأرض والعجيب
أنهم رافعين لافتات مكتوب عليها " لا للفتنة الطائفية" ولا أدرى من الذى
يُثير الفتنة الطائفية بهذه الأقوال والأفعال الغير مُتحضرة أم أن هذا
تهديد صريح للأقباط فى حالة تولى المحافظ القبطى لمنصبه إذا تولاه ستشتعل
الفتنة بمعنى أنهم يهددون الأقباط بأنه فى حالة وجود المحافظ القبطى فى
منصبه سوف لا ينعمون بيوم من السلام!!
قام المتجمهرون بتعطيل حركة
القطارات وقطع طريق قنا أسوان ومنع القطارات من التحرك من وإلى المحافظة
كما قاموا بقطع الطريق البرى الواصل بين القاهرة وأسوان مما ينتج عنه
تهديد توقف السياحة نظراً لإقتراب المحافظة من محافظة الأقصر وأسوان
واللتان تشتهران بآثارهما كما هددوا بتصعيد تحركهم بقطع المياه عن محافظة
البحر الأحمر وقطع الكهرباء عن المصانع الحيوية والرئيسية بالمحافظة
والغريب لم يتدخل الأمن أو القوات المسلحة لفض هذه المهاترات والبلطجة
التى تحدث وتنذر بزيادة إنهيارالأقتصاد المصرى الذى بدأ منذ بداية الثورة
ولم يستقر حتى الآن رغم أن القوات المسلحة قامت بإعتقال الكثيرين من شباب
الأقباط بالمقطم وضربهم بالرصاص الحى الذى وقع على أثره أكثر من عشرة
شهداء وهذا كان بحُجة قطعهم للطريق الدائرى وهذا علماً بأن قطع الطريق
الدائرى لن يؤثر على إقتصاد مصر أو السياحة فيها!!
أكدت الناشطة هالة المصرى لإيلاف
أن ما يحدث فى قنا يسيطر عليه السلفيين وأعضاء الجماعات الجهادية فقد
قاموا بتجميع التوقيعات لتنصيب أحد شيوخهم أميراً على المحافظة كما ذكرت
جريدة البشاير نفس الشئ وهذا فى عددها يوم الأثنين الموافق 18 ابريل وهو
أنهم قاموا بمبايعة شخص منهم كحاكم للأمارة الجديدة وهذا ما أذهلنى
وأهالنى فأنا عندما تأملت هذه الأفكار الغريبة والعبارات الأغرب مثل حاكم
الأمارة وأميراً على المحافظة تذكرت على الفور الفيلم العربى " رسالة إلى
الوالى " للفنان عادل أمام والذى كان مُكلفاً بتسليم رسالة إلى الوالى
ولكن عجلات الزمن توقفت عند هذا الحدث وقبل تسليمه الرسالة للوالى وقف به
التاريخ عند هذا اليوم الذى كان ذاهباً فيه بالرسالة المُهمة للوالى
وعندما أفاق من ذلك لم يُدرك أن مئات السنوات مرت وهو الذى وقفت به عجلة
الزمن عند هذا الحدث ورأى الوجوه من حوله تغيرت وطريقة ملابسهم أيضاً
تغيرت ورأى التكنولوجيا من حوله من سيارات وتليفونات وأجهزة حديثة لم
يستوعبها ولكنه كان مُصراً على تقديم رسالته للوالى وهذا على نمط فكرة أهل
الكهف الذى وقعوا فى سُبات عميق لم يستيقظون منه إلا بعد قرون طويلة فلم
يستطيعون التعايش مع من حولهم ولم يدر كون التطور الذى مر بالبشرية وهم
ساقطون فى نوم عميق أو بالأحرى موت سحيق حتى عندما أستيقظوا منه لم يُجدى
هذا فى شئ لأن عقلهم توقف على زمنهم الرجعى الذى يخلو من أى تحضُر أو تقدم
فالدنيا تتغير حولهم وهم نيام فى سكون الموتى

الجدير
بالذكر أن جريدة البشاير فى نفس العدد السابق الذكر قالت أنهم جهزوا كفناً
للمحافظ القبطى وكان هذا بميدان المحطة وأقسموا على قتله كما تم رفع أعلام
السعودية والمنادة بإمارة إسلامية

لا
أدرى ما هذا العنف والتعصب الأعمى ضد المحافظ الجديد والذى لا يعرفون عنه
أى شئ فربما يكون الأفضل والأجدر والأصلح لأبناء المحافظة وما هذه
الكراهية التى ليس لها أى سبب مُقنع أو منطقى سوى أنه رجل مسيحى مصرى
وعنفهم بشكل مُتخلف غير مُتحضر ولا يمت للإنسانية بأى صلة لدرجة أنهم
قاموا بتحضير كفناً له إنذاراً بقتله وهذا يحدث على الملأ وبدون إستحياء
وللأسف لا يتم ردع هؤلاء من الشرطة أو الجيش ويقفون وقفة المُتفرجون وهذا
بالضبط ما كان يحدث قبل الثورة تجاه قضايا الأقباط والعنف ضدهم وهذا يُنذر
بخطر مُحدق على البلاد وليس على الأقباط فقط فبعد ذلك كل من يريد أن يفعل
شئ ضد القانون أو يقوم بشغب أو عمليات بلطجة أو عنف فيقوم بقطع الطرق
وتخريب البلد وهذا لأنهم لا يُعاقبون على إهدار المال العام ولم يخرج
الإعلام المصرى الهُمام بفضح أعمالهم التخريبية وترويعهم للآمنين وتوعدهم
العلنى بقتل المحافظ القبطى وهذا على النقيض من موقف الإعلام تجاه أقباط
المُقطم الذى تم تشويه صورتهم وإتهامهم بالبلطجة على ما لا يفعلونه أو على
الأقل ما فعلوه لم يكون بهذه الصورة المُستبدة المُبتزة فكانت طلبات
الأقباط طلبات مشروعة وغير طائفية فكانت إعتصامتهم طلباً للحقوق المُهدرة
وطلباً لبناء كنيسة قام بهدمها مُجرمون ورعاع والذى لم يتم محاكمتهم أيضاً
حتى الآن ومع ذلك كان الرد على طلبهم لحقوقهم هو العنف والقتل والإعتقال
والحكم على عدد كبير منهم بثلاث سنوات حبس عقوبة لهم على صرخاتهم المتأوهة
وكل هذا شئ ورفع مُتظاهرى قنا ضد المحافظ القبطى لعلم السعودية شئ آخر
فكيف يتجرأ هؤلاء برفع علم دولة آخرى على أر ض مصر فمن هؤلاء وهل معنى هذا
أن السعودية لها يد فيما يحدث فى قنا وهل السعودية تقوم بإحتلال مصر ونحن
أبنائها عاجزون عن الدفاع عنها ولماذا لم يتم القبض على من قام برفع علم
السعودية على أرض مصر بتهمة الخيانة العظمى فهذا الفعل لا يقل فى شأنه عن
تهمة التجسس على مصر لصالح إسرائيل فمن يرفع علم غريب على أرض مصر لا
يؤتمن له أن يعيش فيها بل لا يستحق أن يكون من مواطنيها ولابد أن يتم
التحقيق فى هذه الكارثة ولا يمر هذا الأمر مرور الكرام ولذلك ماحدث منهم
ليس بمفاجأة لنا وهو ما فعله هؤلاء ضد محافظ قبطى مصرى أو ضد الأقباط
المصريين فواضح أن إنتمائتهم لأى بلد آخر إلا مصر لذلك يسعون جاهدين على
خرابها بلا تردد فمن الواضح أنه تم تمويلهم من بعض البلاد المُستفيدة من
تخريب ودمار مصر لصالحهم ولا سيما السعودية التى تريد إزاحة مصر من أمامها
حتى تُصبح هى أكبر وأقوى دولة فى الشرق الأوسط

لا
يفوتنى التنويه على أن حزب الغد ومعروف أن مؤسسه هو أيمن نور المُرشح
للرئاسة قام بإصدار بيان مفاده أن لجنة حزب الغد بمحافظة قنا فيما يخص
تعيين المحافظ الجديد ترفض أختيار أحد أفراد الداخلية وهو لواء شرطة سابق
وطبعاً لأن المحافظ قبطى فكأنهم أشعلوا النار الذى ترقد تحت الرماد فحتى
لو كان هدفهم الحقيقى من رفضه هو أنه لواء شرطة سابق فكان يجب التروى
لحساسية الموقف وإثارة بيانهم للفتنة الطائفية ولا سيما أن كثير من
المحافظين الجُدد هم من لواءات الشرطة فلماذا لم يقوم الحزب بإصدار بيان
عن كل مُحافظة تم تعيين مُحافظاً لها من لواءات الداخلية ولكن يبدو أن هذا
السبب ليس هو الحقيقى لإصدار هذا البيان وأن هناك أمور شخصية تطغى فى
أهميتها على مصلحة الوطن فكلاً يعمل لصالحه الشخصى وليذهب الوطن للجحيم
وفى النهاية أقول هل هذا الموقف
الغريب تجاه مُحافظ قبطى وطرده من قبل أن يجلس على كرسيه لحظة واحدة
والتوعد له بالقتل فهل نعتبر أن هذا مشهد مُصغر أو بروفة لتهميش الأقباط
وترويعهم فى حالة محاولتهم الإنخراط فى الحياة السياسية أم هى بروفة لطرد
كل الأقباط من مصر!!
فقبل الثورة كان الأقباط يُنادون
بمساوتهم فى الوظائف والمناصب الكبيرة والآن نرى إبعادهم تماماً بالقوة
وبالبلطجة عن المناصب التى ينالونها فأرى أن ناقوس الخطر يدق بشدة طالما
أن المسئولون يقفون وقفة المتفرجون وبصورة مُبالغ فيها وكأنهم موافقون على
ما يحدث ولكن فى النهاية أقول لكل الأقباط أن بدت الصورة قاتمة ومُظلمة
فلا تنزعجوا فالكتاب يقول " بالإيمان قهروا ممالك صنعوا براً نالوا مواعيد
سدوا أفواه أسود" ويقول أيضاً " فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكى ننال
رحمة ونجد نعمة عوناً فى حينه"

الاقباط الاحرار

ربنا يرحم ربنا موجود

شكراً يا مايا
علي المرور الكريم

» المئات يتظاهرون أمام السفارة الإسرائيلية ويطالبون بطرد السفير
» عزل محافظ قنا من وظيفته وحبسه شهراً
» آخر تطورات الأعتصام القبطي بماسبيرو