عادل نسيم المدير العام
رقم العضويه : 20 المشاركات : 5818 نقاط : 10283 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 21/12/2010
| موضوع: رسالة إلي المشير طنطاوى ( 2 ) الجمعة أبريل 15, 2011 4:30 pm | |
| رساله إلى المشير طنطاوى (2) الكاتب: حنا حنا المحامى تحية طيبه: لعل كاتب هذه السطور هو أول من أشاد بموقف الجيش العظيم إزاء ثورة اللوتس التى قام بها شباب مصر. وكما تعلم كانت هذه الثوره مثاليه فى كل شئ: فهى تسعى إلى الانهاء على الفساد, الانهاء على التفرقه العنصريه, الانهاء على التعصب الدينى, العمل بجديه على تلافى كل ما يصطدم مع تقدم الوطن الغالى ورفاهيته. وقد اعتقدت مثل الكثيرين أنكم نزلتم إلى ساحة الثوره لتحموا الثوره وتحموا الشباب أى تحموا القيم التى قامت من أجلها الثوره. ولكن سرعان ما صدمت وصدم الشباب الذى ضحى بدمائه الغاليه وأرواحه التى يعتز الوطن بكل قطرة منها. إن مسئولية الشعب بكل فئاته وسلطاته وسلطانه أن يحقق لهذا الشباب النظيف الطاهر الذى لم يلوثه الفساد رغم أنه ولد وتربى فى عصره مما يجعل عمل هذا الشباب محمودا ممجدا بضعف ما يلتزم به أى شخص ذا ضمير صاف لا يحيد ولا ينحرف عن جادة الصواب فيعطى هذا الشباب ما يستحق من تقدير. كان على كل مسئول نظيف وطنى أن يحمل مسئوليته تجاه مكافأة هذا الشباب بكل أمانه وإخلاص, وذلك بالعمل على تحقيق أهدافه وأمانيه خاصة أن تلك الاهداف والامانى مثاليه تسعى إلى ازدهار الوطن بعد النكسه التى ابتلى بها على الاقل على مدى عمر هذا الشباب. أقول لقد أشدنا –كاتب هذه السطور وغيرى- بموقف الجيش إزاء هذه الثوره وكنا نتوقع, لا بل كنا واثقين أن جيشنا سوف يتسلم العلم ويكمل رسالة هؤلاء الشباب على أكمل وجه. ولكن ..... جاءت خيبة أمالنا مفجعه ذلك أن الفجيعه تتناسب مع الامل الكبير والعظيم فكانت الطعنه نجلاء. أولا كانت أول اتجاهاتك صارخه واضحه وضوح الشمس, فبدلا من أن تتحمل مسئوليه تحقيق أهداف الشباب أى تنظر بعين الحيده حتى تتحقق الاهداف بالوسائل الدستوريه والسلميه, وإذا بك تستأثر بالسلطه دون أى سند قانونى أو دستورى. ولو كان الاستئثار بالسلطه من شأنه تحقيق الاهداف النبيله لخف الخطب وهان. ولكنه للاسف الشديد عاد بنا وبمصر القهقرى وجعل مصرنا الغابيه تنجرف إلى مستنقع تعصبى يفتت وحدة مصر ويحقق لها تأخرا وتخلفا لم تعرفه الدوله الاسلاميه منذ أربعة عشر قرنا. أولى هذه التجاوزات أنك أنشات بمفردك لجنه أطلقت عليها أسم لجنة تعديل مواد معينه فى الدستور. ولم تتوخ الحيده فى اختيار تلك اللجنه, بل عينت إثنين معروفين بتطرفهما ضد المسيحيين, وهما المستشار طارق البشرى وهو معروف بتعصبه وكراهيته للمسيحيين, كما عينت وأحدا من أقطاب الاخوان المسلمين, وخرج لنا التعديل ينادى بالدوله الدينيه لا المدنيه. وإننى لست بصدد مناقشة مواد الدستور ولكن الاستفتاء كان مهزلة المهازل. لا شك أنك تعرف أن التأثير على الناخبين الجهله والسذج ليس إلا نوعا من الرشوه التى تؤثر على حرية صوت الناخب. وظهرت النتيجه بالصوره التى يعرفها الحادى والبادى كما لا شك أنك تعرفها وتعرف أنها لم تكن بأى حال من الاحوال تتسم بالنظافه. زاد الطين بله أنك أصدرت ما أسميته الاعلان الدستورى. سيدى الفاضل, لن أناقشك فى الكثير من مواد الدستور وإلا احتجت إلى كتب. ولكن سأعلق القليل جدا من التعليقات التى تكشف عن اتجاهك الذى يتعارض تعارضا صارخا مع أهداف ثورة اللوتس البيضاء والتى كنت مؤتمنا على تنفيذ أهدافها. إنك أضفت الماده الثانيه دون أى تعديل أو محاولة التعديل فيها. والماده الثانيه تقول , " ..... والشريعه الاسلاميه المصدر الرئيسى للتشريع". وإننى لن أدخل فى تفاصيل كثيره. ولكن أكتفى بأن أقول لك إنه ليس من حق أصحاب دين أن يطبقوا أحكام دينهم على معتنقى دين آخر. هذا الامر يتعارض مع الدستور نفسه الذى قدمته ذلك أنه فى الماده السابعه من الاعلان أنه لا فرق بين المواطنين بسبب ...... أو الدين. من ناحية أخرى إذا كانت التفرقه الدينيه تتم على أساس استفتاء شعبى أو سلطه رئاسبه فإن هذا السلوك يتعارض مع الاخلاق. ذلك أن الاغلبيه تستغل اغلبيتها العديده أو سلطتها الرئاسيه لتفرض أحكام دين لا يعتنقه الاقليه وذلك بدعوى الديمقراطيه, والديمقراطيه منها براء. على الاقل لأن الديمقراطيه لا تنظر إلى الاديان بحال من الاحوال. إذن هذا السلوك ليس إلا صورة من صور التدهور الاخلاقى والذى قامت بسببه الثوره. \البادى ياسيدى أنك أغلقت كل السبل أمام المسيحيين حتى لا تكون لديهم فرصه للمطالبه بانتخابات بالقائمه حتى يتم تمثيلهم تمثيلا معقولا بوصفهم شريحه كبيره من الوطن. وهنا يثور التساؤل, لماذا كل هذا التعصب؟ هل نسيت ما قام به الاقباط فى حرب أكتوبر, كان لك زملاء مسيحيين تجمعهم بك وحدة الهدف ووحدة الكفاح, لماذا تتنكر لكل هذا بلا مقدمات ولا مبررات؟ ألا ترى أن فى هذا الموقف ليس سوى إلا تأييدا لسلوكيات العادلى ومبارك فى غضون ثلاثين عاما سوداء؟ والمفروض أنك جئت للتصحيح وليس لزيادة الامر سوءا؟ قد تقول لى لماذا لم تتحرك إزاء نفس النص فى الدستور الماضى؟ أقول لك إن الدستور الماضى كان قد تقرر فى ظل نظام فاسد نعرف كل أبعاده وتداعياته. فلم نحاول أن نضيع وقتنا. ولكن فى هذه المرحله يختلف الامر تماما إذ أنك كنت أمل هذا الشعب مسلميه بكل الطوائف ومسحييه أيضا بكل الطوائف, ولكنك للاسف لم تحقق لهم هذا الامل, بل على العكس أهدرت كل القيم التى قامت عليها الثوره. هذا فيما يتعلق بالدستور أو بجزء منه, أو ما شئت أن تسميه الاعلان الدستورى. أما فيما يتعلق بالاعتداءات على الاقباط التى تتنافى مع أبسط مبادئ الانسانيه أو الاخلاق والتى لم تحرك لها ساكنا فلها مقال آخر. ولكن لمحة بسيطه عن المسيحى الذى قطعت أذنه من الرعاع ممثلى الاتهام والقضاء والسلطه التنفيذيه, إذ أنهم سلبوا كل سلطات الدوله ولكن المجلس العسكرى الذى أعطى نفسه سلطات رئيس الجمهوريه لم يتحرك, ولن يتحرك؟ إن الضحايا كفره, نفس منطق التخلف الذى هدم مصر أو كاد. خلاصة القول يا سيدى المشير إنك لم ترع الامانه الملقاه على عاتقك, تلك الامانه التى وليت نفسك أمينا عليها. لذلـــــــــك ألا ترى معى أن صرخة ضمير سوف تدفعك أن تترك هذا المقعد وتتركه كما نص الدستور إلى رئيس المحكمه الدستوريه العليا؟ وتفضلوا سيادتكم بقبول فائق الاحترام والاجلال.
المصدر : الكتيبة الطيبية | |
|