[
الشباب والعفة فى المسيحية
ا- مفهوم العفّة
كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ.
كورنثوس الأولى الإصحاح السادس عدد 12
ا- مفهوم العفّة
العفة هى مقياس الفضيلة وهى لا تقتصر على المظهر الخارجى للإنسان وحسب بل تمتد أيضاً لتشمل جوهر الإنسان لتصل فى النهاية إلى هدفٍ واحد,هو حب الله والسعى لتنفيذ وصاياه.وترك الشهوات والتدريب الدائم للإنسان على ضبط النفس,وقد تُشير إلى قدرة الإنسان على كبح الشهوات الجسمية والأفكار الشريرة
فكثيراً ما نجد
انسان يعيش بيننا قد يكون فى مظهره الخارجى شيئاً وهو من الداخل شئٍ آخر مُختلف تماماً قد يراه الناس فى صورة مُعينة ولكن الله العارف بدواخلنا يجده فى صورة أخرى غير التى يراه الناس بها.
العلاقة بين الحشمة والملابس
وبين العفة
توجد علاقة وثيقة بينهما فالحشمة أساس العفة فى المسيحية ولقد ذكر الكتاب المُقّدّس آيات كثيرة تدل على ذلك منها
لأنكم قد اُشتريتم بثمن , فمجدوا الله فى أجسادكم و أرواحكم , التى هي لله
(كو6:20)
إن أهم ما يشغل الناس فى حشمة الفتاة مثلاً هو الإهتمام بمظهرها,بملابسها بزينتها الخارجية ولكن الأهم من ذلك هو الدافع الداخلى الذى يكمُن فى القلب والذى يُحدد الدافع من وراء هذه الحشمة.فالتركيز هنا على دواخل المشاعر والتى توضح ما إذا كان القلب تقياً,نقياً قد تخّلص من أى مشاعر خاطئة وبذلك ستتخلى الفتاة عن أى أخطاء تواجهها أو ترتكبها سواء عن طريق ملابسها أو عن طريق زينتها دون أى ضغط أو توبيخ لها
كيف يتم إقتناء العفة :-
عفة الذهن :-
عن طريق ما يدور فى عالمنا المُعاصر فيقوم الإنسان بعمل حساب نفسي لكل أفكاره الذهنية هل هى أفكار نابعة من فكر الإنسان النقي أم نابعة من الشيطان هل يقوم الإنسان بتمرين نفسه على النقاء الذهنى حتى لو كان من حوله غير ذلك أم لا والتدريب الدائم على الفكر الطاهر
عفة البصر :-
بعدم سماح أعيننا لما لا يصح لنا رؤيته من مواقع غير لائقة أو مناظر خارجة سواء فى التليفزيون أو الدش أو على شبكة الإنترنت أو فى الكليبات الغير لائقة
عفة السمع :-
ومعرفة ما إذا كنا نستمع لكلام الله فى كتبه المقدسة أو الكنيسة أم أننا نقوم بالإستماع للألفاظ التى لا تليق بنا و قد تدخل الى آذاننا برضانا أو
سماع النمائم على الآخرين فكل هذا يتعارض مع عفة السمع .
عفة المظهر الخارجى :-
كذلك النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعّقُل , لا بضفائر أو بذهب أو بلآلئ أو ملابس كثيرة الثمن بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة
(1بط4:3)
فلا يكون الرداء ضيقاً ولا واسعاً بل مناسباً للفتاة بالشكل الذى يليق بها كإبنة لله
عفة القلب :-
فلا نسمح لأنفسنا بالمشاعر الخاطئة والتى قد تبعدنا عن طريق الله
كيف كان آباؤنا القديسين يتمتعون ويحافظون على هذه الفضيلة :
البابا كيرلس السادس :
كان البابا كيرلس السادس يكن مشاعر حنان وأبوية نحو بناته طالبات الجامعات والموظفات حاثاًً إياهم على التمسك بالعفة والحشمة والطهارة حتى الأطفال الذين يستهين الناس بمظهرهم وملبسهم كان البابا يهتم بهم وكان يقول للأطفال الصغار "خلى أمك تعملك كمام للفستان " وكان يُقدم أطفالاً مرضى بالشلل فى أرجلهم أو ذراعهم إالى البابا , فكان ينصح دائماً بإرتدائهم للملابس اللائقة فسيزول مرضهم
ولم يكن البابا يهتم بالبنات والسيدات فقط بل أيضاً بالشباب والرجال, فكان يشدد على الشباب بضرورة إرتداء الملابس اللائقة فعندما كان يرى شاباً يرتدى قميصاً بنصف كم كان البابا يقول له يجب أن تكونوا كاملين ويضربه على ذراعه كذلك الشباب الذين كانوا يطولون شعرهم كان البابا يؤنبهم
القديس الأنبا مقاريوس الكبير :
عندما كان راهباً أتت إليه فتاة زنت مع ولد وكانت حُبلي وأدّعت أن الأنبا مقار هو أب ذلك الجنين فى بطنها , فتحمّل القسوى والضرب والإهانة من أهلها إلى أن أظهر الله الحق
القديس مارمينا العجايبى :
كان الشيطان يظهر له فى مغارته أثناء رهبنته فى صورة إمرأة جميلة ولكن القديس كان يرشم عليها الصليب فتذهب فى الحال
يوسف الصديق :
كانت إمرأة فوطيفار معجبة به وفكرت فى إغوائه وبالفعل ذهبت له تطلب منه أن يمارس الشر معها ولكنه رفض حفاظاً على عفته وخوفه من هذا الشر العظيم الذى سيكون أمام الله
القديس سمعان الخرّاز:
الذى فقأعينه وفضل أن يهلك أحد أعضاؤه على أن يُلقى جسده كله فى النار حفاظاً على عفتُه عندما ربطوه مع إمرأة زانية
القديس العظيم الأنبا أنطونيوس:
الذى رأى فتيات يغتسلن فى بركة أمام قلايته فلم ينظر إليهن ولم يهتم بل صلى إلى الله
القديسة سوسنة العفيفة :
التى حافظت على عفتها حتى النهاية
فالعفة هى فضيلة حقيقية نابعة من الروح القدس , فهى ثمرة من ثمار الروح القُدُس , وتأتى من خلال الإختيار الحُر والمحبة الحقيقية لله مثلما ذُكر فى رسالة كورونثوس
لأنى خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح ولكننى أخاف كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التى فى المسيح
(2كو11 :2-3)
فللروح القُدُس تأثير فى القلوب تجعل الإنسان يعدل عن الإنغماس فى الخطايا ويعلمه السيطرة على مشاعره
وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لُطف صلاح إيمان وداعة تعفف[/center]
(غلاطية22:5-23)